يختلف المجتمع الياباني عن غيره من المجتمعات بأنه مجتمع حبيس لا يؤثر ولا يقبل التأثر. وجاء هذا بفعل العزلة التي تعيشها اليابان كونها دولة جزرية تقع أقصى الشرق من قارة آسيا محاطة بالماء من جميع الجهات وحتى وقت قريب ينظر اليابانيون إلى زائري بلادهم نظرة غريبة يغلفها الشك والتوجس وربما الخوف من هؤلاء الزوار عند مصادفتهم لهم في الأسواق والشوارع أو محطات القطار وغيرها.وعلى الرغم من أن اليابان من الدول الصناعية الكبرى عالمياً إلا أنها لم تضع لها بصمة عالمية غير الصناعة التي جعلت من اليابان ذات مكانة مرموقة في المجتمع الدولي.ومن خلال الأسطر القادمة نحاول التعرف على صور مختلفة عن المجتمع الياباني، هذا المجتمع الذي تحكمه عادات وتقاليد ونظم لا تتشابه مع أي مجتمع آخر من المجتمعات الغربية. 7الأسرة اليابانية:تعد الأسرة اليابانية تقليدياً أسرة شديدة التقارب وحتى اليوم يعيش أحياناً الآباء والأبناء والأحفاد في بيت واحد، ولا تزال مثل هذه الأسر المكونة من ثلاثة أجيال تمثل 12% من الأسر اليابانية كما أن الطلاق أقل شيوعاً منه في كثير من الدول الغربية حيث لا يزيد معدله عن , 157حالة طلاق لكل 1000شخص، مقابل , 48في اللايات المتحدة و, 29في انجلترا. معظم الأسر اليابانية اليوم لديها فقط طفل واحد أو طفلين، ونتيجة لذلك فإن متوسط عمر السكان في اليابان يرتفع بشكل سريع، فهناك الآن , 2042مليون طفل تحت سن 15، لكن هناك أيضاً , 1759مليون فرد فوق سن 64فقد ازداد عدد المسنين المقيمين بمفردهم وأصبح الشباب يتزوجون في سن متأخرة عن ذي قبل، حيث يبلغ متوسط عمر الزواج الآن لدى الرجال , 297سنة وللنساء , 171سنة. وهكذا نجد أن اليابان الآن تتعلم طرقاً جديدة لمساعدة الشباب والمسنين على الحياة في مجتمع حديث.وتقوم اليابان حالياً بتغيير برامجها الصحية والاجتماعية لرعاية المسنين وتتعلم كيفية مساعدتهم على الاستمرار في ممارسة حياة نشطة والاندماج مع المجتمع المحيط بهم من خلال العمل أو الدراسة أو العمل التطوعي.منذ عشر سنوات كانت معظم الشركات اليابانية التي تطبق نظام المعاش الاجباري تحدد سناً معيناً للمعاش بين سن 55وسن 59أما اليوم فقد حدد أكثر من ثلثي هذه الشركات سن المعاش ب 60سنة أو أكثر. ومع تزايد عدد المسنين في اليابان تأمل الدولة في أن تحافظ على صحة المسنين وأن تسمح لهم بمواصلة المساهمة الايجابية في المجتمع. الشباب أيضاً يجد الآن رسائل جديدة للحياة والعمل ويؤثر بعض الأزواج من الشباب عدم انجاب أطفال، كما يختار بعض الأزواج بغض النظر عن وجود أطفال أم لا أن يعمل الزوجان ويزداد عدد العاملات من النساء العاملات إلى ,405% من مجموع العاملين اليابانيين في عام 1994م وأغلب النساء العاملات متزوجات، وقد وجدوا وسائل جديدة للموازنة بين العمل ورعاية الأولاد، ووصلت نسبة الشركات التي تمنح الأم إجازة لرعاية الطفل أربعة أضعاف مثيلاتها منذ عشرين عاماً، كما أن عدداً كبيراً من النساء يعود لممارسة العمل في سن بين أواخر الثلاثينات وأواخر الأربعينات بعد أن يكبر الأولاد.معظم الشباب يشعرون بأهمية أن يتزوج الإنسان من أجل الحب والصحبة ويزداد الآن عدد الآباء الذين يشاركون في تربية الأطفال وغير ذلك من المسؤوليات المنزلية. البيت الياباني:لقد طرأت التغيرات الكثيرة على البيوت اليابانية في المائة سنه الأخيرة ومازال هناك منازل على الطراز التقليدي في الأجزاء الأكثر ريفية من البلاد، وهذه تصنع من الخشب والطين واسقفها من القرميد.الغالبية العظمى من المنازل اليوم تشيد على الطراز الحديث والمنازل الحديثة تبنى أساساً من الحديد والأسمنت والخشب ولأن الأرض نادرة خاصة في المدن لذلك فالمنازل عادة تكون غالية السعر وصغيرة إلى حد ما. وتكون المنازل في المناطق الريفية أكبر حجماً في الغالب بحجرات للتجمع والاحتفالات التي يعقدها أهل المدن عادة في المطاعم والمراكز الشعبية. ورغم أن الناس يودون امتلاك منزل منفصل خاص بهم فإن عد دالتجمعات السكانية (دانتشي) التي تبنى الآن يزيد عن عدد المنازل المفضلة وبما أن الصيف الياباني حار ورطب، لذلك تبنى البيوت بحيث تسمح بمرور الهواء خلالها، والحجرات عموماً لها نوافذ وأبواب منزلقة، وهذه يمكن ازالتها لتحويل حجرتين صغيرتين إلى حجرة واحدة كبيرة وفي المنازل التقليدية تكون أرضية المدخل (جينكان) والممرات والمطبخ من الخشب بينما تغطى أرضية الحجرات الأخرى بقطع من الحصير (تاتامي) أما الآن فأغلب البيوت والشقق تغطى أرضيتها بالخشب اللامع والموكيت وإن كان هناك عادة حجرة نوم واحدة تغطى بالتاتامي. وعند ما تدخل المنزل الياباني فإنك تخلع حذاءك وتضع الشبشب وعندما تدخل حجرة التاتامي فرنك تخلع الشبشب وتتركه في الممر. في المساء ينام اليابانيون إما على السرير أو على مرتبة لينة محشوة بالقطن تسمى (فوتن) والسرير يعد من الأثاث التقليدي في كثير من المنازل، أما الذين يستخدمون الفوتون فإنهم يطوونها ويضعونها في دلاب خاص بعد أن يعرضوها أحياناً للهواء على سور البلكونة في يوم مشمس وهذا يتيح استخدام حجرة النوم خلال النهار كحجرة معيشة أو حجرة طعام.جميع المنازل بالطبع مزودة بالكهرباء والماء، لكن التدفئة المركزية ليست أمراً شائعاً إلا في جزيرة هوكايدو حيث يكون الشتاء قارص البرودة، أما في باقي اليابان فتتم التدفئة في الحجرات فقط عند استخدامها. واحدى الطرق التقليدية والعملية في التدفئة هي استخدام (الكوتاتسو) وهي عبارة عن منضدة منخفضة ملصق تحتها جهاز خاص للتدفئة الكهربائية وتغطى بلحاف وللاستمتاع بالدفء يتم الجلوس على وسادة مسطحة ومربعة الشكل (زابوتون) وتمتد قدميك تحت اللحاف. هناك أيضاً بالطبع وفرة من الأجهزة الكهربائية فالمدافئ الكهربائية الصغيرة توجد في متاجر كثيرة وأغلب أجهزة التكييف يمكنها ان تنشر الدفء أو البرودة في المنزل.والبيوت اليابانية بها حمام خاص يستخدم للاستحمام فقط ويكون منفصلاً عن دورة المياه ويحتوي الحمام على حوض يتم ملؤه بالماء الساخن وقبل الدخول في الحوض يغتسل الشخص بالصابون ويزيل عنه الصابون بالماء وهو جالس على مقعد صغير بجانب الحوض، ولا بد لشخص يدخل الحوض وهو نظيف فإن العائلة بأكملها يمكنها استخدام الحوض دون تغييره.
منقققووووووووول
منقققووووووووول